الخميس 21/11/2024
05:37 بتوقيت المكلا
خطبة جمعة حول: قضية فلسطين

الخطبة الأولى
   الحد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلاة ربي وسلامه عليه إلى يوم الدين وعلى أصحابه و أهل بيته الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
    أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله ( يا أيّها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتنّ إلاّ وانتم مسلمون ) ( ياأيّها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) .
         أما بعد : فان الله سبحانه وتعالى عندما وصف الأمة في رباطها وتآزرها بقوله سبحانه وتعالى : ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) وبقوله جل شانه ( إنما المؤمنون أخوة ) والرسول عليه الصلاة والسلام وحد الأمة بعد تمزق ووثق وحدتها بعد تفرق فكانت وصاياه صلى الله عليه وسلم في هذا واضحة وجلية فرسول الهدى صلى الله عليه وسلم يصف لأمة في توادها وتراحمها وتعاطفها بقوله ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .
 وانطلاقا من قاعدة الإخوة الربانية والسنة المحمدية يقف اليمن المبارك يمن الوحدة والحكمة يمن الإيمان والعطاء مع إخوانه في ارض فلسطين يقف رئيسا وشعبا بكل ما يملك بكل مشاعره ، بكل وجدانه ، بكل أحاسيسه ، وهو يرى الدماء الزكية التي تهدر ، والأطفال التي تذبح والأعراض التي تنتهك والمذابح التي تجري أمام سمع العالم والصمت الدولي يخيم عليه السكوت وهو يرى دماءنا الزكية الطاهرة في ارض فلسطين في مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق الله القائل ( لتجدنّ اشدّ النّاس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ) والقائل سبحانه ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) فما واجبنا أيها المؤمنون ، أيها الأحبة في الله ونحن نرى إخواننا نساء وأطفالا وشبابا وشيوخا يقتلون ويذبحون من صلف صهيوني ومن صمت دولي ، واجبنا أيها الأخوة يتلخص في التالي على سبيل المثال لا على سبيل الحصر :
أولا : استشعار المسؤولية علينا أمام الله عز وعلا ، وان كل مسلم سيسال عن إخوانه ماذا قدم لهم وبماذا أعانهم وقد يكون السؤال وبأي شئ نعينهم ، نقول : بالدعاء لهم أن ينصرهم الله ويثبت أقدامهم ويربط على قلوبهم ويهلك عدوهم ، فالدعاء سلاح عظيم وكيف والمؤمن في دعائه يلجأ إلى الله ويضرع إلى جبار السماوات والأرض إلى من بيده الملك كله ألم يقل نوح عليه السلام ( إني مغلوب فانتصر ) ألم يقل إبراهيم وهو يلقى في النار ( حسبي الله ونعم الوكيل ) ألم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم بعد حصار جائر من المشركين ( حسبنا الله ونعم الوكيل) .. لماذا ننسى في غمرة الأحداث والحياة هذا السلاح العظيم وربنا يؤكد لنا على قوته وتأثيره فيقول:( ادعوني استجب لكم ) كيف ننسى والله تعالى يقول : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ) والرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ( اتق دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب ) وان الله يقول للمظلوم ( وعزتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين ) أين فرعون وقوته : ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم القيامة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب ) وأي ظلم أعظم من سفك دم المسلم ( ولزوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم ) فالدعاء والإلحاح بالدعاء ووعد الله آت لا محالة ووعد الله لا يتخلف.
ثانيا : دعمنا لإخواننا بالمال فالمال عصب الحياة وسيقف على الأبواب من يجمع منكم تبرعاتكم وصدقاتكم وربّ مال تنفقه اليوم تكسو به عرض أخت لك مسلمة في فلسطين الحبيبة وتسد به جوعه جائع من شيخ كبير أو امرأة أو طفل صغير ، والمال الذي تنفقه هو باق للعبد بعد موته والله جل وعلا يقول ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم )
ثالثا : عودتنا نحن إلى الله ومراجعتنا ومحاسبتنا لأنفسنا فان يدا تجمع الحرام مهما ارتفعت إلى السماء بالدعاء فلا إجابة ولا استجابة بل الحرمان من الاستجابة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل فيه ( وان الرجل ليطيل السفر أشعث اغبر يمد يده إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام فأنى يستجاب له ) ناهيك عن خطورة المال الحرام يوم القيامة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به ) فمراجعتنا لمل افترض الله علينا من واجبات كيف نؤديها وكيف نقوم بها فالصلاة على سبيل المثال ينبغي أن تؤدى في الجماعة في المسجد فهل الحرص كبير وهل المسعى على بيوت الله عظيم ، فان أقداما ضلت طريقها لا سمح الله عن بيوت الله قل أن تعرف الطريق إلى الطاعات والنوافل .
رابعا : ينبغي علينا أن نتراحم فيما بيننا وان نتغافر وما وقفتنا اليوم مع إخواننا في فلسطين إلا صورة من صور التراحم وموقف من مواقف التآخي والتآزر ورحمة الله لا تعم الأرض إلا برحمة الناس فيما بينهم ( فالراحمون يرحمهم الله ) ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) فلا ينبغي لصلة الرحم أن تقطع فالمسلمون بينهم صلة عظيمة والعروة الوثقى القوية رباط الإسلام وإخوة الإيمان التي يعم خيرها في الدنيا والآخرة فالله يقول عن ثمرة التآخي يوم القيامة ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) .
خامسا : نتذكر دائما وأبدا ونجعله نصب أعيننا ساعة الفراق ولحظة الوداع والخروج من الدنيا فأي شئ ينفع الإنسان في هذه اللحظة فالمال متروك ، والأهل والديار يخلفون ويلقى العبد ربه وحيدا فريدا فأي شئ ينفع وأي زاد يبلغ فلا ينفع إلا زاد واحد ( وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب ) فهل نذكر هذه الساعة ، وساعة الرقدة في حفرة ضيقة والله يقول للجميع ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة ) .
    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم  .


الخطبة الثانية
الحمد لله الذي نصر عبده واعز جنده وهزم الأحزاب وحده والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد الأصفياء صلاة دائمة أبدية إلى يوم الدين وعل آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
      أيها الناس : أوصيكم ونفسي بتقوى الله فإنها أول وسيلة نستعين بها على الصمود في وجه عدونا . يقول الله تبارك وتعالى ( ياأيّها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون )
      وقد خاطبنا الله تعالى وأمرنا بالوقوف مع إخواننا المستضعفين في كل مكان ونصرتهم وعمهم قال تعالى ( انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم و أنفسكم في سبيل الله ذلكم خير إن كنتم تعلمون ) ولقد فرض الله على جميع المسلمين عربهم مع عجمهم أن يهبوا لنداء ربهم من اجل نصرة دينهم وإخوانهم المضطهدين نحن نيران الاستعمار الصهيوني . إنكم مدعوون لنصرة هؤلاء الرجال بالسلاح والمال وبكل ما تملكون . واعلموا يا أهل اليمن إن النبي قد سماكم مددا فكونوا حقا مددا للإسلام والمسلمين .
    وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه بقوله تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) اللهم صلّ على محمد في الأولين وصل على محمد في الآخرين وصل على محمد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين .

  



  • إقرا ايضاً