الخميس 28/03/2024
03:59 بتوقيت المكلا
خطبة عن الحصبة

الخطبة الأولى
   الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له جعل الأولاد زينة الحياة وذخرا إذا كانوا صالحين بعد الممات ، واشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .
أما بعد : 
    أوصيكم عباد الله عز وجل (( فانه من يتق الله يجعل له مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا )) . 
   ولقد انعم الله سبحانه وتعالى على الكثير منا بنعمة الذرية نعمة البنين والبنات الذين قال الله عنهم أنهم  : (( زينة الحياة الدنيا )) وجعل هؤلاء أمانة في أعناقنا سنسأل عنهم يوم القيامة إذا نحن قصرنا في واجباتنا نحوهم ولم نقم بواجب الأبوة والأمومة التي كلفنا الله بها من واجب الحفاظ على حياتهم وصحتهم وعقائدهم ودينهم وأخلاقهم .
    وكما أن على الأبناء حقوقا كثيرة للآباء عليهم أن يؤدوها وإلا اعتبروا من العاقين والعياذ بالله تعالى فان على الآباء إعانتهم على ذلك كما جاء في الأثر (( رحم الله أبا أعان ابنه على بره )).
     فعلى الوالد أن يعين ابنه على بره وطاعته من خلال حسن الاعتناء بصحته وتربيته التربية القويمة وتهذيب خلقه وتوجيهه في حياته الوجهة الصحيحة على الالتزام بالطاعات التي تقربه من الله سبحانه وتعالى حتى يرضى عنه .
  وان من أولى المهمات الملقاة على عاتق الوالدين وقاية الأبناء من الأمراض المختلفة وبالذات الأمراض الفتاكة التي تصيب الأولاد في صغرهم وتجعل منهم لا سمح الله مستديمي العاهات يشعرون عندما يكبرون بنظرة الرثاء التي يوجهها الناس إليهم وما كان إلا بفعل التقصير الذي حدث من أهليهم فهم وللأسف الشديد لم يستفيدوا من إمكانيات التطعيم وحملات التطعيم المتكررة ولم يسارعوا إلى اخذ أولادهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية لأخذ الجرعات بانتظام نتيجة لجهلهم أو في أحيان كثيرة إهمالهم وتقاعسهم فنشأ عن ذلك أبناء مصابين بمضاعفات بعض الأمراض الخطيرة لتفريطهم بواجب التحصيل والتطعيم من أمراض الطفولة .
       واستمرارا للجهود المستمرة من قبل الدولة في جانب التطعيم والتحصين فان وزارة الصحة العامة ستقوم بحملة وطنية للقضاء على مرض الحصبة بإذن الله تعالى من { 29/ أبريل ، يوم السبت /- وحتى 4/ مايو } يوم الخميس أي ستة أيام . فان الأطفال المستهدفين للتطعيم ضد مرض الحصبة من سن { 9 أشهر وحتى 15 عاما } حتى ولو طعموا من سابق فالجميع مطلوبين للتطعيم0
    أيها المسلمون إن إنجاح هذه الحملة للقضاء على مرض الحصبة مسؤولية الجميع وعليه ومن هذا المنبر ندعوكم جميعا إلى تنفيذ أمر الله تعالى بالحفاظ على أولادكم وعدم تعريضهم للتهلكة يقول الله سبحانه وتعالى (( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) ، لأن من أسباب التهلكة هو عدم الأخذ بالأسباب الشرعية المتاحة والمتوفرة .
   ندعوكم أيها الأحباب الكرام إلى إخلاء مسؤولياتكم أمام الله عز وجل وأمام أبنائكم لان الابن الكسيح أو المشلول الذي لم يؤخذ جرعات التطعيم بانتظام نتيجة إهمال أهله له سيقول يوما ما هذا ما جناه علي أبي .
   لماذا نتسبب بإهمالنا في إعاقة أبنائنا ؟ لماذا نتسبب في حرمانهم من نعمة المشي والحركة والجري مثل بقية الأولاد ؟ ماذا سنقول لله تعالى الذي استرعانا الأولاد ولم نقم بواجب الرعاية ولكن لا تنفع ساعة الندم .
    أخي المؤمن وأنت ترى ابنك مصاب بالعمى نتيجة لمضاعفات مرض الحصبة فتقول يا ليتني أسرعت به إلى حملات التطعيم ولم اعرض ابني إلى هذه الأمراض المستعصية ومن تلبيس إبليس للإنسان أن يقول له إن الولد إذا كان شئ مقدر عليه ومكتوب سيصله .
   نعم إنها كلمة حق أريد بها باطل فالمكتوب والمقدر سيصل إلى الإنسان ولكننا مأمورين شرعا أن نأخذ بالأسباب وعندما قيل لسيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عندما أمر الناس بعدم الخروج من ارض الطاعون أو الدخول إليها قالوا له أتفر من قدر الله قال نعم افر من قدر الله إلى قدر الله .
     وخلاصة القول : أن علينا واجبا شرعيا تجاه أبنائنا وذلك بالمسارعة إلى أخذهم إلى حيث جرعات التطعيم ونحصن أبناءنا من الأمراض والله سبحانه وتعالى يتولاهم برعايته وحفظه وعنايته انه سميع مجيب .
     أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم ...
الخطبة الثانية
    إن الحمد لله نحمده تعالى على نعمه وولائه واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وان سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
    عباد الله : أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) .
     أيها المسلمون إن الإسلام دين شامل وكامل شمل جميع جوانب الحياة فأمرنا بالعبادات كما أمرنا بالأخلاق وحثنا على الطاعات كما حثنا على ترك المعاصي والمنكرات فهو دين شامل شمل العقيدة والعبادة والأخلاق والتشريع وشمل جوانب الحياة  السياسية كما شمل الجوانب الاقتصادية والعسكرية واهتم بكل ما يصلح الفرد ويصلح الأسرة ويصلح المجتمع والدولة وكما سن القوانين التي تنظم الدولة علّمنا أيضا كيف نقضي الحاجة ، فلا يوجد قانون على ظهر الأرض اشمل من شرع الله الذي حثنا على الاهتمام بصحتنا والاهتمام بنظافة البدن ونظافة الثوب ونظافة المنزل من اجل نظافة الأبدان قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (( الطهور شطر الإيمان )) كما حثنا صلى الله عليه وسلم على خصال الفطرة الخمس مثل : (( قص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظافر وحلق العانة والختان )) . ومن اجل المحافظة على نظافة الملبس قال الله عز وجل : (( وثيابك فطهّر والرجز فاهجر )) كما ندب إلينا السواك والمضمضة والاستنشاق وتخليل الأصابع وما يحتاجه الشعر من الدهن . والمؤمن عند الله طيب وجميل ويسن في الجمع والأعياد التطيب والتزين وحرم الله على المسلم وطئ الحائض و أوجب علينا غسل الجنابة والاستنجاء وغسل أواني الكفار وما ولغ فيه الكلب ونص على ذلك الحديث والتنزيل .
    كل هذه التعليمات الصحية لوقايتكم أيها المسلمون من الأمراض وخوفا عليكم من العدوى وليتم نعمته عليكم كما أتمها على أبيكم إبراهيم الخليل (( واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شئ ذلك منم فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون )) وفي نظافة البيوت قال صلى الله عليه وسلم : (( نظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود )) فأمرنا أن ننظف منازلنا وأمام منازلنا من الأوساخ والقاذورات بل وأمرنا بالحفاظ على نظافة الطريق فجعل من الإثم أن يتبرز المرء على قارعة الطريق أو في الظل بما يؤدي ذلك إلى إيذاء المسلمين الذين يرتادون هذه الطريق فعلينا أن نحافظ على نظافة شوارعنا ولا نترك مياه المجاري والبالوعات سائبة يتأذى منها المسلمون وخصوصا الجيران لما ينبعث منها من روائح وما تسببه من أمراض عدة فلا ينبغي أن يكون المسلم وسخا قذرا .
      هذه تعليمات الإسلام الشامل الكامل الذي علمنا أدق التفاصيل في حيتنا حفاظا عل صحتنا وصحة المجتمع الإسلامي (( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون )) وقال تعالى (0 لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهّرين)) .
     أيها المسلمون هذه تعاليم قرآنكم وهذه هي سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم فان العزة و الأمان والرفعة والتقدم في التمسك بها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (0 تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا أبدا كتاب الله وسنتي )) 0
أيها المسلمون : إنكم تتحملون مسؤولية ما يحدث لأبنائكم فهم أمانة في أعناقكم ومن إتمام حقهم أن تحرصوا على مصلحتهم في التطعيم وما من شأنه الحفاظ على سلامتهم .
  أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير والصلاح والسداد ..
وصلّوا وسلموا على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه فقال تعالى : (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) ...
الدعاء ....



  • إقرا ايضاً